الكتاب الثالث: كراسة تحضير دروس التربية الرياضية
قصة تأليف هذا الكتاب ومراجعته
عندما تمَ إنشاء قسم المناهج وطرق التدريس في جامعة السلطان قابوس عام 1992م وتعييني رئيساً له ، عملتُ على إنشاء عشرة من التخصصات ذات العلاقة الوثيقة بالقسم ، حتى يؤدي واجبهُ على الوجه الأكمل ، وهذه التخصصات العشرة تشمل الآتي :
- مناهج وطرق تدريس التربية الإسلامية .
- مناهج وطرق تدريس اللغة العربية .
- مناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية .
- مناهج وطرق تدريس الرياضيات .
- مناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية (التاريخ والجغرافيا).
- مناهج وطرق تدريس الفلسفة .
- مناهج وطرق تدريس العلوم (فيزياء ، وكيمياء ، وأحياء ) .
- مناهج وطرق تدريس التربية الفنية .
- مناهج وطرق تدريس الاقتصاد المنزلي أو التربية الأسرية .
- مناهج وطرق تدريس التربية الرياضية.
وكانت عمليات تحضير الدروس اليومية لطلبة التربية العملية من جميع التخصصات واضحة بالنسبة لهؤلاء الطلبة وللمشرفين عليهم من أساتذة القسم ، في حين كانت هناك صعوبة واضحة في تخصص مناهج وطرق تدريس التربية الرياضية ، مما استدعى اتخاذ قرارٍ في مجلس القسم يطلب تأليف كتاب بهذا الخصوص من أحد أعضاء هيئة التدريس المتخصصين في القسم ، على أن يقوم بمراجعته وتدقيقه وإخراجه بصورة علمية مطلوبة ، رئيس القسم أ.د. جودت أحمد سعادة ، وذلك لخبرتهِ الطويلة في التأليف . وقد استغرقت عملية التأليف والمراجعة نحو عام كامل ، وقامت جامعة السلطان قابوس بدعم هذا الكتاب ونشره ، الذي يقع في نحو مائتي صفحة من القطع الكبير ، على أن يوزع مجاناً في كل عام ، على جميع الطلبة المتخصصين في مجال التربية الرياضية .
محتويات الكتاب
من المعروف أن التربية الرياضية تلعب دوراً كبيراً في تنشئة الشباب الأصحاء جسمياً وعقلياً ووجدانياً واجتماعياً . فما من شك أن ممارسة الألعاب الرياضية بشكلٍ دقيق ومنتظم يؤدي الى نمو عضلات الجسم وزيادة قوتها ، وتنشيط الدورة الدموية وزيادة فائدتها ، والعمل على رشاقة الجسم وزيادة حيويته ونشاطه وتناسق أجزائه .
أما من الناحية العقلية ، فتعمل التربية الرياضية على تنشيط الخلايا الدماغية للمتعلم ، وصفاء ذهنه ، والعمل على راحة عقله من التفكير المتواصل في مشكلات الحياة اليومية ، أو في تقديم الاختبارات الفصلية أو السنوية ، أو في أداء الواجبات والتعيينات المعرفية الكثيرة ، في الوقت الذي تسهم فيه التربية الرياضية بتنمية الحواس المختلفة للطالب ، وتنمية قدرته على التفكير الدقيق ، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تكوين العقل السليم في الجسم السليم .
وتعمل التربية الرياضية كذلك على تحقيق العديد من الأهداف التربوية الوجدانية والاجتماعية المتعددة ، إذ تسعى إلى غرس وتنمية صفات القيادة الرشيدة والواعية لدى الشباب ، وتنمية الصفات الأخلاقية والاجتماعية المنشودة لديهم ، والإيمان بأهمية استغلال أوقات الفراغ بما يفيد الفرد والمجتمع ، والإيمان بمبدأ التعاون في الحياة ، وتنمية الشعور بالانتماء إلى الجماعة مع إنكار الذات ، والتكيف مع البيئة والتفاعل معها إيجابياً ، والإيمان بالروح الرياضية السليمة وبالسلوك الرياضي القويم في التعامل مع الآخرين ومع الظروف المحيطة ، والعمل على غرس العادات الصحية والإحساس بالجمال الحركي في الحياة .
أما في المجال المهاري الحركي ، فلا يوجد مبحث من مباحث المنهج المدرسي المختلفة يستطيع أن يجاري مبحث التربية الرياضية في تحقيق الأهداف المهارية الحركية . فمن اكتساب الطلاب للمهارات البدنية النافعة في الحياة ، إلى ممارسة الحياة السليمة والنشيطة ، إلى التدريب الميداني على تطبيق المهارات الفنية والخطط الرياضية المتنوعة ، إلى إكساب المتفوقين منهم رياضياً القدرة على الوصول إلى البطولات الرياضية المحلية والعربية والدولية .
وتعمل أقسام المناهج وطرق التدريس بكليات التربية في الجامعات العربية والعالمية ، على التعاون الوثيق مع الأقسام المعرفية الأخرى مثل قسم اللغة العربية ، وقسم اللغة الإنجليزية أو اللغات الأجنبية الأخرى ، وقسم الرياضيات ، وقسم الشريعة ، وقسم الكيمياء ، وقسم الفيزياء ، وقسم الأحياء ، وقسم التاريخ ، وقسم الجغرافيا ، وقسم الفلسفة ، وقسم الاقتصاد المنزلي ، وقسم التربية الفنية ، وقسم التربية المهنية ، وقسم التربية الرياضية ، على إعداد المعلم في هذه التخصصات ، وعلى رأسها تخصص التربية الرياضية ، من أجل تأهيل هؤلاء الطلبة تأهيلاً معرفياً وتربوياً مناسباً للتدريس في المرحلتين الإعدادية أو الأساسية العليا والثانوية ، وذلك عن طريق تزويدهم بالمعارف والمهارات والاتجاهات المرغوب فيها .
ويقوم برنامج التربية العملية الذي يشرف عليه قسم المناهج وطرق التدريس في العادة على تطبيق ما اكتسبه الطالب من معارف ومهارات واتجاهات ، وذلك عن طريق تدريبه أولاً على التدريس الفعلي في معامل التدريس المصغر Micro Teaching Laboratory ، وفي الصالات الرياضية المختلفة ، ثم عن طريق التدريب العملي الميداني ثانيا ً، الذي ينطلق بواسطته الطالب إلى المدارس الأساسية العليا والثانوية الحكومية ، كي يطبق المعارف والمعلومات العلمية ، والأفكار التربوية الحديثة التي درسها من قبل .
ولما كان نجاح برنامج التربية العملية يحتاج إلى التحضير الدقيق لدروس التربية الرياضية قبل الإنطلاق إلى مدارس التدريب الميداني ، فقد جاءت فكرة قسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية والعلوم الإسلامية بجامعة السلطان قابوس بضرورة تأليف كتاب أو كراسة لتحضير دروس التربية الرياضية من جانب الطلبة في برنامج التربية العملية ، كي يسيرون على هداها بشكل تربوي سليم ، وبعيد عن العشوائية والارتجالية في عملية التدريس . لذا ، فقد قام الدكتور مصطفى محمد الجبالي ، مدرس مناهج وطرق تدريس التربية الرياضية في القسم بتأليف وتصميم هذا الكتاب أو الكراسة ، التي تمثل الدليل التربوي الحقيقي لطالب التربية الرياضية في تنفيذ دروس التربية لبرنامج التربية العملية في تخصص التربية الرياضية . كما قام أ.د. جودت أحمد سعادة ، رئيس القسم بمراجعتها وتدقيقها للتأكد من مدى تحقيقها للأهداف التربوية المرغوب فيها .
واشتمل هذا الكتاب أو كراسة التحضير ، على بيانات شخصية عن الطالب المعلم ، وهيئة الإشراف والتوجيه عليه ، وجدول الحصص الإسبوعي في مدرسة التطبيق العملي ، وجدول تسجيل الدروس ، والرموز المستخدمة في دروس التربية الرياضية ، وذلك على مدى فصلين دراسيين ، مع التركيز على عملية إخراج ذلك الدرس من جانب الطالب المعلم ، وترك مجال الملاحظات من جانب مشرف التربية العملية في ذلك التخصص .
كذلك تضمن الكتاب دليلاً مختصراً لطالب التربية العملية في مجال التربية الرياضية ، ولا سيما التوجيهات العامة المتعلقة بعملية التدريب ، والتوجيهات الخاصة المتعلقة بالدرس ، وتوجيهات أخرى ذات صلة بالتقويم ، ونماذج لبعض الألعاب الرياضية التي يمكن ممارستها داخل الحجرة الدراسية ، وتلك التي يمكن تنفيذها في الصالات والملاعب الرياضية المتنوعة ، ومذكرات مختصرة عن كتابة التمرينات البدنية ورسمها ، ثم بيان بالأجهزة والأدوات الرياضية المختلفة الموجودة في مدرسة التطبيق العملي ، وبيان بالنشاط الداخلي والخارجي الذي يقوم به الطالب المعلم ، وأخيراً بطاقة تقويم طالب التربية العملية من جانب مشرف التربية العملية وأستاذ المادة .
ويعتبر هذا الكتاب بحق من الضرورات القصوى لعملية التحضير الدقيق لدروس التربية العملية من جانب طالب التربية العملية في تخصص مناهج وطرق تدريس التربية الرياضية ، إذ يمثل العون الكبير للتحضير الفاعل في هذا التخصص المهم لإعداد المعلمين جسميا وعقليا ووجدانيا ، والله ولي التوفيق .

May you like
اترك تعليقاً